فى مقابلة تلفزيونية لوزير النقل الروسي مع محطة "روسيا 24" بثت الثلاثاء 21 فبراير/شباط، أوضح سوكولوف أن فريق الخبراء الذي اختبر إجراءات الأمن في مطار القاهرة مؤخرا خلص إلى أنه من غير الممكن استئناف رحلات الطيران في القريب العاجل.
وعزا سوكولوف ذلك لوجود ملاحظات يتوجب إزالتها متعلقة بأنظمة البصمة البيومترية ونظام مراقبة الفيديو وغيرها من الجوانب، وذلك لتأمن سلامة الركاب بشكل كامل. مؤكدا أن الجانبين الروسي والمصري يعملان على إزالة هذه الملاحظات.
وأشار إلى أن بلاده تنتظر حاليا دعوة من الجانب المصري لإجراء تقييم في مطار القاهرة، معربا عن أمله بأن تكون من الاختبارات النهائية.
وأضاف سوكولوف أن روسيا أرسلت مذكرة لمصر مع دعوة لتوقيع اتفاق حكومي بشأن أمن الطيران.
هذه التصريحات اثارت الكثير من الاندهاش لدى المتابعين لاخر تطورات ملف عودة السياحة الروسية إلى مصر بعد توقف قارب من العام والنصف. فكثيرا ما كانت تخرج التصريحات عن الوفود الامنية الروسية المتتالية الوافدة إلى المطارات المصرية من اجل فحص اجراءات الامن والسلامة بنتائج ايجابية تشير إلى قرب عودة حركة الطيران بين البلدين فى ضوء التزام الحكومة المصرية بكافة المتطلبات (والتى يمكن ان يكون بعضها مبالغ أحيانا) التى طلبها الجانب الروسى.
كما ان هناك من الدول المجاورة كتركيا والتى شهدت احداث ارهابية فاقت بمراحل ما حدث فى مصر ولم يأثر هذا اطلاقا على حركة السياحة الروسية إليها. ولم يكن ايضا هذا مدخلا لروسيا من اجل طلب فحص اجراءات الأمن والسلامة لدى هذه الدولة كما يحدث حاليا مع مصر.
ومما يزيد أيضا من الدهشة هو ان العلاقات المصرية الروسية كانت تمر بمراحل يمكن وصفها على الاقل بأنها فوق الجيدة. خاصة فى ظل توقيع اتفاقيات مشتركة بمليارات الدولارات لتبادل التجارى بين البلدين وخاصة فى مجال التسليح والزراعة.
ففى ضوء المعطيات السابقة كلها يظهر لنا جليا ان الجانب الخفى والذى يجرى وراء الكواليس والمتسبب الرئيسى وراء الـتأجيل المستمر لعودة حركة الطيران الروسى إلى مصر بعيد كل البعد عن اجراءات الأمن والسلامة التى لطالما تشدق المسئولون الروس بها فى تصريحاتهم شرطا لعودة الطيران. وان السبب الرئيسى وراءه جانب سياسى لا نعلمه.
أليس من حقنا ان يتم اطلاعنا من قبل المسئولين على هذا الجانب الخفى وخاصة وانه يتعلق بمصير ورزق الملايين (دون مبالغة) مما يعتمد دخلهم أساسا على مورد السياحة؟!